الدوائر المغلقة قصة قصيرة

2015/07/29 التسميات:
سفر خارج القاهرة بعد ان كادت تنفذ نقوده

كان عائدا من سفر خارج القاهرة بعد ان كادت تنفذ نقوده
لقد ترك اسرته في هذا اليوم  لا يوجد لديهم سوي قليل من الخبز الجاف وبعض الجبن الابيض ... بعد ان ضاق به الحال .. لقد كان لديه امل ان يوفق في رحلته ليعود لاسرته ببعض المال الذي يكفيهم لايام قليلة ولكنه عاد بخفي حنين .. اخفق .. لم يوفق .. وعليه العوده .. وصل الي محطة رمسيس في طريق العودة .. شعر بالاعياء والضعف والوهن .. فلم يدخل معدته الطعام منذ الامس .. اخرج ما في جيبه من نقود واذا بها جنيهات قليلة ..  نظر الي محل الكبدة الشهير في ميدان رمسيس محل الغلابة .. حسب حسبته .. نعم يستطيع ان يتزود بقليل من الطعام .. سندوتشين واحد كبدة وواحد سجق .. طلبهم وبسرعة قضم قضمته الاولي ليسد طلب معدته وبسرعة ابتلعها قبل ان يمضغها .. ولحقها بقضمه اخري .. ومن سرعته في الابتلاع اصابته الغصة .. امتدت يده الي بسرعة ابريق المياه واذا بيد صغيرة تخبط علي يده .. لم يلتفت له من الغصة فقد كان كل همه شرب المياه حتى تذهب .. وحين انتهي نظر الي صاحب اليد الصغيرة فاذا به صبي في الثامنة من عمره .. اشار الصبي الي السندوتش والي فمه .. فظن ان الصبي يريد ان يشحذ فمنعه قائلا الله يسهلك وعاد ليمسك بالساندوتش وقبل ان يقضم قضمته جال بخاطره ابنه في نفس العمر .. جال بخاطره نفسه قبل ان يأكل .. تذكر ما بقي له من نقود في جيبه .. وتذكر ان الاختبار الحقيقي لا يأتي لك وانت في رفاهية العيش .. بل يأتى لك مع الضيق والابتلاء .. التفت الي الصبي بسرعة .. انت عاوز تاكل ؟  فاجابه الصبي بإيماه من رأسه بالايجاب وفب عينيه نظرة الخجل .. وبسرعة طلب من البائع سندوتش كبده اخر للصبي فاخذه الصبي وانصرف .. حينها كان قد انتهي من الاكل وذهب ليركب باخر ما تبقي في جيبه مترو الانفاق فاذا بالصبي يقف علي بوابة مدخل المترو ومعه صبي اخر اكبر منه بقليل وكان قد اقتسم السندوتش معه ... فنظر اليهما وقد ترغرغت عيناه بدموع احتلط فيها الحزن مع الفرح وعاد الي بيته وما ان دخل حتى اشتم رائحة الطعام .. سأل زوجته من اين لك بالطعام ؟ فاجابته لقد ارسل اليك والدك زياره . تمت

1 التعليقات:

Unknown يقول...

حلو

إرسال تعليق

 
موقع مجلة ابداع أون لاين الالكترونية © 2013 | برعاية : مدونة الذات لتطوير الذات | تطوير وتصميم : المصمم الرقمي